2010 إطبع
var newsTitleString = "الإعصار الألماني"; إرسل الى صديق
شارك
"الفريق
الوحيد الذي أخشاه وأحترمه هو ألمانيا. أنا أحب المنتخب الألماني كثيراً؛
فهو منتخب شاب ويضم بين صفوفه لاعبين ممتازين. وأعتقد أن الألمان هم من
سيحملون لواء كرة القدم العالمية في غضون سنوات قليلة إذا ما خبا بريق كرة
القدم الأسبانية".
لم يكن قائل هذه الكلمات سوى إيكر كاسياس،
قائد المنتخب الأسباني، بطل العالم وبطل أوروبا. وقد استحق المنتخب
الألماني هذا الاحترام بأدائه المشرف هذا العام، الذي واصل فيه مسيرة تطور
بدأها منذ سنوات.
فمنذ أمتع المانشافت
جماهيره التي احتشدت في ملاعب ألمانيا صيف 2006 بلعبه الهجومي الحماسي
المثير وأنهى بطولة العالم آنذاك في المركز الثالث، أدرك العالم أن هذا
المنتخب أصبح يتمتع بمزايا أخرى إلى جانب ما كان يُعرف به دائماً من روح
قتالية عالية وانضباط واجتهاد.
ولكن
الألمان اكتفوا بعد سنتين من ذلك بالميداليات الفضية في بطولة أوروبا 2008،
ثم عادوا من جنوب أفريقيا 2010 بالميداليات البرونزية مرة أخرى، وفي كلتا
البطولتين لم يحرمهم من الذهب غير الأسبان. فكيف لقائد المنتخب الأسباني أن
يشدو الآن بمدح الألمان هكذا؟
إن الطريقة
التي جرى بها سير الأمور هي التي جعلت أصحاب المركز الثالث في تصنيف
FIFA/Coca-Cola العالمي ينالون إعجاب وتقدير الخبراء: فقد استطاع أصغر
منتخب خاض منافسات كأس العالم FIFA على مدى 76 سنة مضت – والذي كان متوسط
أعمار لاعبيه 24.9 سنة – أن يحقق انتصارات ساحقة على عظماء اللعبة، فهزم
إنجلترا 4-1 والأرجنتين 4-0، وكان أكثر المنتخبات المشاركة في البطولة
تسجيلاً للأهداف بفضل أدائه الهجومي الجريء العاصف.
وتجسدت روح الشباب الجامحة هذه في أمثال توماس مولر، لاعب بايرن ميونيخ، الذي فاز بجائزتي أحسن لاعب ناشئ وهداف البطولة، والذي قال في لقاء له مع موقع FIFA.com:
"هذا شرف عظيم. إن ما حققته هذا شيء يتجاوز حدود العقل"، ثم أضاف متحدثاً
عن ذلك الفريق الشاب الذي يفخر بحمل صورة نسره الشهير على صدره: "لا يوجد
صغير أو كبير، بل هناك فقط جيد أو رديء".
ولكن النجاح الباهر لم يكن قاصراً على أصحاب السن الصغيرة، فقد فتح التاريخ أبوابه على مصاريعها أيضاً أمام ميروسلاف كلوزه – الذي تزيد خبرته مع المنتخب عن خبرة توماس مولر
بعشر سنوات كاملة – عندما رفع رصيده إلى 14 هدفاً في 3 مشاركات له في كأس
العالم FIFA، ليتساوى مع جيرد مولر في المركز الثاني على قائمة أفضل هدافي
البطولة العالمية الكبرى.
لقد كانت المحصلة
النهائية لعام 2010 إيجابية حقاً. فقد خرج فريق يواكيم لوف منتصراً في 12
مباراة من أصل 17 مباراة لعبها هذا العام، وتعادل في مباراتين وخسر ثلاث
مباريات فقط، وسجل 40 هدفاً بينما دخل مرماه 10 أهداف. بل واستعاد الألمان
أيضاً مكانهم ضمن الثلاثة الأوائل في تصنيف FIFA/Coca-Cola العالمي، فبعد
أن كانوا في المرتبة السادسة عند بداية 2010، أنهوا العام في المركز الثالث
خلف طرفي المباراة النهائية في كأس العالم FIFA، أسبانيا وهولندا.
ويقول
لوف: "كان عامنا هذا إيجابياً وناجحاً حتى نهايته. وعلى مدى العامين
الماضيين كنا نتقدم بخطى ثابتة وظل مستوانا يرتفع شيئاً فشيئاً. وهذا في
نظري هو أكثر شيء يبعث على الرضا، فالفوز بالألقاب لا يتأتى إلا بمواصلة
التطوير والتحسين على هذا النحو. إن إحساسي الداخلي ينبئني بأن فريقنا يمكن
أن يفوز باللقب في 2012 أو 2014".
وفي
الواقع يبدو أن هذا المنتخب ما زال لديه المزيد، وما زال يستطيع أن يتحسن
أكثر. فإلى جانب وصول محركات الفريق الرئيسية – مثل الكابتن فيليب لام (27
سنة) أو باستيان شفاينشتايجر (26) أو لوكاس بودولسكي (25) – إلى السن المثالية للاعبي كرة القدم، اكتسبت المجموعة أيضاً قوة إضافية متمثلة في مسعود اوزيل (22 سنة) و سامي خضيرة (23)، اللذين انطلقا فور ظهورهما على الساحة العالمية ليحطا الرحال في واحد من أكبر أندية العالم: ريال مدريد.
ولم
تكن هذه القوة الفتية وليدة الصدفة. بل إن القصة بدأت عندما تسلم ماتياس
زامر منصبه الجديد كمدير رياضي في الاتحاد الألماني لكرة القدم عام 2005،
وانطلق يدفع عجلة تطوير الشباب بكل قوة، ففرض على أندية الدوري الألماني أن
يكون لدى كل منها مدرسة لإعداد اللاعبين. والنتائج: فازت ألمانيا ببطولة
أوروبا تحت 19 سنة في عام 2008، وببطولتي أوروبا تحت 17 سنة وتحت 21 سنة في
عام 2009، ووجد كثير من أبناء هذه المدارس، مثل مانويل نيوير، طريقهم إلى المنتخب الأول.
ولا
يبدو أن المسيرة الموفقة ستتوقف قريباً، فالتفاؤل يظهر بوضوح في حديث لوف
وهو يقول: "إن ابن 19 سنة يمكن الآن أن يشكل ضغطاً على ابن 23 سنة. وهذا هو
أفضل موقف يمكن أن يجد المدرب نفسه فيه. لقد أثار اللاعبون الشباب إعجابي
حقاً في الآونة الأخيرة، فهم يتمتعون بقدرة هائلة على التطور والتحسن".
وسنعلم أنه على حق إذا نظرنا للاكتشافات الجديدة التي ما زالت تتوالى، ولنا
في ماريو جوتسه – ابن 18 عاماً – خير مثال، حيث يقول عنه المدرب الألماني
إنه "من أعظم الموهوبين الذين أنجبتهم الملاعب الألمانية في السنوات
الأخيرة". وعندما يتحدث المدير الفني البالغ من العمر 50 عاماً عن جوتسه
ورفاقه، فإنه يصف "جيلاً جديداً ومختلفاً" استطاع أن يصل إلى قمة الكرة
الألمانية: "إنهم لاعبون تشعر عندما تراهم بأنهم يأخذون عملهم ومسيرتهم
الكروية بكل جدية. إنهم طموحون، ومجتهدون، ولديهم أفكار واضحة عن طريقهم في
الحياة".
ولا شك أن الهدف الأكبر في العام
المقبل سيكون التأهل إلى كأس الأمم الأوروبية التي ستحتضنها بولندا
وأوكرانيا سنة 2012، وهو هدف لا يبدو صعباً على الإطلاق بعد البداية
الرائعة في التصفيات التي شهدت أربعة انتصارات في أربع مباريات. ويتواصل
حديث لوف: "نبدو في أحسن حالاتنا. فبعد منافسات كأس العالم القوية المرهقة
المشحونة بالانفعالات والمشاعر، استطاع الفريق أن يتخذ الخطوة التالية
بنجاح".
وسيكون التاسع من شهر فبراير/شباط
القادم هو موعد أولى مباريات المانشافت في العام الجديد، حيث سيتجدد لقاء
شفاينشتايجر ورفاقه بالإيطاليين على أرض ملعب دورتموند في مواجهة لتصفية
الحسابات. ففي نفس المكان منذ أربع سنوات، وبالتحديد في نصف نهائي مونديال
2006، قضى الأزوري على أحلام الألمان باعتلاء منصة التتويج على أرضهم عندما
قهرهم بهدفين دون رد.
var newsTitleString = "الإعصار الألماني"; إرسل الى صديق
شارك
"الفريق
الوحيد الذي أخشاه وأحترمه هو ألمانيا. أنا أحب المنتخب الألماني كثيراً؛
فهو منتخب شاب ويضم بين صفوفه لاعبين ممتازين. وأعتقد أن الألمان هم من
سيحملون لواء كرة القدم العالمية في غضون سنوات قليلة إذا ما خبا بريق كرة
القدم الأسبانية".
لم يكن قائل هذه الكلمات سوى إيكر كاسياس،
قائد المنتخب الأسباني، بطل العالم وبطل أوروبا. وقد استحق المنتخب
الألماني هذا الاحترام بأدائه المشرف هذا العام، الذي واصل فيه مسيرة تطور
بدأها منذ سنوات.
فمنذ أمتع المانشافت
جماهيره التي احتشدت في ملاعب ألمانيا صيف 2006 بلعبه الهجومي الحماسي
المثير وأنهى بطولة العالم آنذاك في المركز الثالث، أدرك العالم أن هذا
المنتخب أصبح يتمتع بمزايا أخرى إلى جانب ما كان يُعرف به دائماً من روح
قتالية عالية وانضباط واجتهاد.
ولكن
الألمان اكتفوا بعد سنتين من ذلك بالميداليات الفضية في بطولة أوروبا 2008،
ثم عادوا من جنوب أفريقيا 2010 بالميداليات البرونزية مرة أخرى، وفي كلتا
البطولتين لم يحرمهم من الذهب غير الأسبان. فكيف لقائد المنتخب الأسباني أن
يشدو الآن بمدح الألمان هكذا؟
إن الطريقة
التي جرى بها سير الأمور هي التي جعلت أصحاب المركز الثالث في تصنيف
FIFA/Coca-Cola العالمي ينالون إعجاب وتقدير الخبراء: فقد استطاع أصغر
منتخب خاض منافسات كأس العالم FIFA على مدى 76 سنة مضت – والذي كان متوسط
أعمار لاعبيه 24.9 سنة – أن يحقق انتصارات ساحقة على عظماء اللعبة، فهزم
إنجلترا 4-1 والأرجنتين 4-0، وكان أكثر المنتخبات المشاركة في البطولة
تسجيلاً للأهداف بفضل أدائه الهجومي الجريء العاصف.
وتجسدت روح الشباب الجامحة هذه في أمثال توماس مولر، لاعب بايرن ميونيخ، الذي فاز بجائزتي أحسن لاعب ناشئ وهداف البطولة، والذي قال في لقاء له مع موقع FIFA.com:
"هذا شرف عظيم. إن ما حققته هذا شيء يتجاوز حدود العقل"، ثم أضاف متحدثاً
عن ذلك الفريق الشاب الذي يفخر بحمل صورة نسره الشهير على صدره: "لا يوجد
صغير أو كبير، بل هناك فقط جيد أو رديء".
ولكن النجاح الباهر لم يكن قاصراً على أصحاب السن الصغيرة، فقد فتح التاريخ أبوابه على مصاريعها أيضاً أمام ميروسلاف كلوزه – الذي تزيد خبرته مع المنتخب عن خبرة توماس مولر
بعشر سنوات كاملة – عندما رفع رصيده إلى 14 هدفاً في 3 مشاركات له في كأس
العالم FIFA، ليتساوى مع جيرد مولر في المركز الثاني على قائمة أفضل هدافي
البطولة العالمية الكبرى.
لقد كانت المحصلة
النهائية لعام 2010 إيجابية حقاً. فقد خرج فريق يواكيم لوف منتصراً في 12
مباراة من أصل 17 مباراة لعبها هذا العام، وتعادل في مباراتين وخسر ثلاث
مباريات فقط، وسجل 40 هدفاً بينما دخل مرماه 10 أهداف. بل واستعاد الألمان
أيضاً مكانهم ضمن الثلاثة الأوائل في تصنيف FIFA/Coca-Cola العالمي، فبعد
أن كانوا في المرتبة السادسة عند بداية 2010، أنهوا العام في المركز الثالث
خلف طرفي المباراة النهائية في كأس العالم FIFA، أسبانيا وهولندا.
ويقول
لوف: "كان عامنا هذا إيجابياً وناجحاً حتى نهايته. وعلى مدى العامين
الماضيين كنا نتقدم بخطى ثابتة وظل مستوانا يرتفع شيئاً فشيئاً. وهذا في
نظري هو أكثر شيء يبعث على الرضا، فالفوز بالألقاب لا يتأتى إلا بمواصلة
التطوير والتحسين على هذا النحو. إن إحساسي الداخلي ينبئني بأن فريقنا يمكن
أن يفوز باللقب في 2012 أو 2014".
وفي
الواقع يبدو أن هذا المنتخب ما زال لديه المزيد، وما زال يستطيع أن يتحسن
أكثر. فإلى جانب وصول محركات الفريق الرئيسية – مثل الكابتن فيليب لام (27
سنة) أو باستيان شفاينشتايجر (26) أو لوكاس بودولسكي (25) – إلى السن المثالية للاعبي كرة القدم، اكتسبت المجموعة أيضاً قوة إضافية متمثلة في مسعود اوزيل (22 سنة) و سامي خضيرة (23)، اللذين انطلقا فور ظهورهما على الساحة العالمية ليحطا الرحال في واحد من أكبر أندية العالم: ريال مدريد.
ولم
تكن هذه القوة الفتية وليدة الصدفة. بل إن القصة بدأت عندما تسلم ماتياس
زامر منصبه الجديد كمدير رياضي في الاتحاد الألماني لكرة القدم عام 2005،
وانطلق يدفع عجلة تطوير الشباب بكل قوة، ففرض على أندية الدوري الألماني أن
يكون لدى كل منها مدرسة لإعداد اللاعبين. والنتائج: فازت ألمانيا ببطولة
أوروبا تحت 19 سنة في عام 2008، وببطولتي أوروبا تحت 17 سنة وتحت 21 سنة في
عام 2009، ووجد كثير من أبناء هذه المدارس، مثل مانويل نيوير، طريقهم إلى المنتخب الأول.
ولا
يبدو أن المسيرة الموفقة ستتوقف قريباً، فالتفاؤل يظهر بوضوح في حديث لوف
وهو يقول: "إن ابن 19 سنة يمكن الآن أن يشكل ضغطاً على ابن 23 سنة. وهذا هو
أفضل موقف يمكن أن يجد المدرب نفسه فيه. لقد أثار اللاعبون الشباب إعجابي
حقاً في الآونة الأخيرة، فهم يتمتعون بقدرة هائلة على التطور والتحسن".
وسنعلم أنه على حق إذا نظرنا للاكتشافات الجديدة التي ما زالت تتوالى، ولنا
في ماريو جوتسه – ابن 18 عاماً – خير مثال، حيث يقول عنه المدرب الألماني
إنه "من أعظم الموهوبين الذين أنجبتهم الملاعب الألمانية في السنوات
الأخيرة". وعندما يتحدث المدير الفني البالغ من العمر 50 عاماً عن جوتسه
ورفاقه، فإنه يصف "جيلاً جديداً ومختلفاً" استطاع أن يصل إلى قمة الكرة
الألمانية: "إنهم لاعبون تشعر عندما تراهم بأنهم يأخذون عملهم ومسيرتهم
الكروية بكل جدية. إنهم طموحون، ومجتهدون، ولديهم أفكار واضحة عن طريقهم في
الحياة".
ولا شك أن الهدف الأكبر في العام
المقبل سيكون التأهل إلى كأس الأمم الأوروبية التي ستحتضنها بولندا
وأوكرانيا سنة 2012، وهو هدف لا يبدو صعباً على الإطلاق بعد البداية
الرائعة في التصفيات التي شهدت أربعة انتصارات في أربع مباريات. ويتواصل
حديث لوف: "نبدو في أحسن حالاتنا. فبعد منافسات كأس العالم القوية المرهقة
المشحونة بالانفعالات والمشاعر، استطاع الفريق أن يتخذ الخطوة التالية
بنجاح".
وسيكون التاسع من شهر فبراير/شباط
القادم هو موعد أولى مباريات المانشافت في العام الجديد، حيث سيتجدد لقاء
شفاينشتايجر ورفاقه بالإيطاليين على أرض ملعب دورتموند في مواجهة لتصفية
الحسابات. ففي نفس المكان منذ أربع سنوات، وبالتحديد في نصف نهائي مونديال
2006، قضى الأزوري على أحلام الألمان باعتلاء منصة التتويج على أرضهم عندما
قهرهم بهدفين دون رد.